اعشقي نفسك! 

فكري في تلك اللحظة التي تحاول فيها إبرة البوصلة معرفة الاتجاه الصحيح لكي لا تضيع ... حسنا، كان هذا أنا في ذلك الوقت!

لم أكن أعرف حتى ما كان يحدث في حياتي في تلك المرحلة. شعرت بالوحدة و الفراغ. شعرت بالحاجة إلى تغيير شيء ما بداخلي و في حياتي! لم تعجبني الطريقة التي كنت أبدو بها للناس من حولي، و لا أحب النظر إلى نفسي في المرآة!
 
لهذا السبب قررت في ذلك اليوم شراء تذكرة طائرة ذهاب بلا عودة... لم أفكر في أي وجهة خاصة... أردت فقط أن أتنفس الهواء النقي الجديد، أن أشعر بالحرية.
 
خلال سفري مررت من عدة أماكن رائعة. السماء و الطبيعة و المناظر الخلابة من حولي أعطينني مشاعر نابضة بالحياة و فريدة من نوعها.
 
أحيانا، خلال رحلتي، كانت الوحدة تقتلني، لأننا ضعفاء و نحتاج إلى العطف و الحنان،  إلى الروائح المؤلوفة، إلى الشعور بالراحة و الإطمئنان... و كنت أفتقد هذا الجزء من الحياة! 

و لكن على الرغم من كل هذا و على الرغم من أنني كنت جد متعبة في نهاية اليوم بسبب مسافات المشي الشاقة، كل صباح كنت أستيقظ و أفاجأ بضوء جديد في عيني. كنت أجد بداخلي، في كل يوم، نوعا من الإثارة الذي كان تدفعني بقوة للنهوض و الذهاب إلى الخارج، لاكتشاف كل جمال العالم! 

لذا عشت في وئام تام مع الطبيعة و مع العالم الخارجي الذي احتاجه! تعلمت ثقافات جديدة، رقصت كثيرا، أكلت أشياء جيدة و غريبة، غنيت مع أشخاص مجهولين... الطاقة القادمة من هؤلاء الأشخاص المذهلين الذين قابلتهم كانت تجري في عروقي مثل شريان الحياة!

إنه لمذهل حقا أن أكون جزأ من كل هذا السيناريو: أشخاص نشيطون يركضون للذهاب إلى العمل، أناس جالسون على المقاعد يتمعون بسحر الطبيعة، أطفال يلعبون معًا في الشارع ، مرشدين سياحيون يشاركون معرفتهم عن هذه المعلمة التاريخية أو المدينة بطريقة حماسية... كل هؤلاء الناس، كلهم بعيونهم و بإبتسامتهم جعلوني أشعر أخيرا بسلام تام مع نفسي.

ثم جاءت ليلة خاصة، في تلك اللحظة التي غيرت فيها حياتي إلى الأبد.

كنت أنظر إلى الأضواء الشمالية في السماء عندما وقعت عيناي على عيناه. لا أستطيع وصف جمال عينيه و هو ينظر في عيناي. يا له من جو ساحر كنت أعيشه... تلك العيون كانت تعكس الظلال اللانهائية لسماء الفانيليا فوقنا! ابتسم في وجهي و كنت محرجة جدا للإستمرار في النظر إلى عينيه لكنني قررت أن أعيش تلك اللحظة بلا حدود... كان الأمر كما لو كان في قصة خيالية، بدأت أجسادنا تندمج في روح واحدة، كنت أشعر بأنني مرغوبة و جذابة للغاية، كان ذهني يطير بعيدا، و كانت يداي ترتجفان لمثل هذا الشغف و كنت محظوظة جدا لما أشعر به في تلك اللحظة! كنت هناك، كان هناك، كنا معا!!

لقد كان الشخص المثالي بالنسبة لي! كانت طريقته في الكلام، الإبتسام و النظر مباشرة إلى عيني شيئا مميزا للغاية!

لقد جعلني أشعر بثقة كبيرة في نفسي التي أصبحت اجد جميلة و شغوفة بالحياة. بدأت، منذ ذلك اليوم، أبحث عن نفسي و أجتهد في أن أكون أكون أكثر جاذبية و ساحرة أمام عينيه و جميع عيون الناس. بدأت أشعر بجمال العالم و جمال الناس من حولي. كنت أشعر بالحب و الإعجاب!

بفضل هذه الرحلة تغيرت كثيرا و أعطيت هذا التحول الإيجابي لنفسي و حياتي. كنت أرغب في نشر الجمال في العالم! تلك المرآة كنت خائفة، في الماضي، من النظر إليها. أصبحت الآن واحدة من أصدقائي المفضلين، كانت تعكس روعة حياة جديدة!

كنا ننوي أن نعيش حياتنا معا في جميع أنحاء العالم و قررنا أن نكون دائما هناك واحدا للآخر، و أن نكون دائما صالحين... مدى الحياة!

كنت سعيدة كثيرا و راضية عن حياتي، حياتي الجديدة بالألوان!

و بعد ذلك... جاءت "لحظة العودة"، كانت لحظة مهمة في رحلتي. رحلتي التي فهمت من خلالها أشياء عديدة و تمكنت من إعطاء القيمة الصحيحة لكل شيء مررت به.

عندما عدت إلى المنزل، كنت في البداية خائفة من الوقوع مرة أخرى في الحزن الذي كنت أعيشه قبل الرحلة...

لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا، كنت أشعر بالفرح و الثقة بالنفس، حتى بدأت في إكتشاف أفضل طريقة لمشاركة كل هذا الجمال الذي عشته مع العالم، لجعل الناس أكثر سعادة و جمالا!

قررت أن أبين للناس، من خلال كل المشاعر التي عشتها، أن العالم متنوع، حي، ملون... إذا عرفنا كيف نتمكن من فهم الفروق الدقيقة التي تمنحنا إياها، يمكننا حقا أن نعيش حياة فريدة من نوعها

لأن كل واحد يحتاج إلى أن يكون متميزا و يستفيد من الجمال الموجود في العالم!

لقد تغيرت كثيرًا بفضل رحلتي، في نهاية اليوم، و على الرغم من أنني دائمًا ما أكون أنا، لكنني أصبحت إنسانة مختلفة، واثقة من نفسها، متفائلة، جميلة، تحب الحياة... يمكنني أخيرًا ... أن أعشق نفسي!